منتديات كل المصريين
اهلا بكم فى منتدى كل المصريين
منتديات كل المصريين
اهلا بكم فى منتدى كل المصريين
منتديات كل المصريين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى منوعات باللهجه المصريه لكل المصريين معنا كل جديد وحصرى
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» تصنيع العاب الملاهى شركة نايل انترناشيونال
افظع فضائح الاخوان المسلمين I_icon_minitimeالإثنين يونيو 29, 2015 2:11 pm من طرف هاجر

» تصنيع العاب الملاهى شركة نايل انترناشيونال
افظع فضائح الاخوان المسلمين I_icon_minitimeالإثنين يونيو 29, 2015 1:54 pm من طرف هاجر

» شركه نايل انتر ناشونال للالعاب الترفيهيه والمستورده
افظع فضائح الاخوان المسلمين I_icon_minitimeالإثنين يونيو 29, 2015 1:27 pm من طرف هاجر

» للبيع ألعاب النفخ العملاقة شركة نايل انترناشيونال
افظع فضائح الاخوان المسلمين I_icon_minitimeالإثنين يونيو 29, 2015 12:37 pm من طرف هاجر

» كاميرا المراقبة المتحركة اللاسكليةWireless IP Camera
افظع فضائح الاخوان المسلمين I_icon_minitimeالأحد نوفمبر 02, 2014 1:09 pm من طرف Turbo Trade

» جهاز موفر الطاقة الكهربية يوفر في فاتورة الكهرباء من 30% الي 40% ويحافظ علي جميع الأجهزة المنزلية من التردد العالي والمنخفض .
افظع فضائح الاخوان المسلمين I_icon_minitimeالأحد نوفمبر 02, 2014 1:09 pm من طرف Turbo Trade

» حافظ علي محرك سيارتك وقلل مصاريفك مع موفر الوقود (البنزين) Fuel Saver
افظع فضائح الاخوان المسلمين I_icon_minitimeالأحد نوفمبر 02, 2014 1:08 pm من طرف Turbo Trade

» ارخص وافضل رحلات شرم الشيخ مع سلطانة تورز 2014
افظع فضائح الاخوان المسلمين I_icon_minitimeالثلاثاء يناير 21, 2014 11:18 am من طرف احمد سلطانة

» استمتع برحلات الى طابا مع سلطانة تورز 2014
افظع فضائح الاخوان المسلمين I_icon_minitimeالثلاثاء يناير 21, 2014 11:07 am من طرف احمد سلطانة


 

 افظع فضائح الاخوان المسلمين

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
مصراوى بجد
Admin



عدد المساهمات : 82
تاريخ التسجيل : 28/03/2012

افظع فضائح الاخوان المسلمين Empty
مُساهمةموضوع: افظع فضائح الاخوان المسلمين   افظع فضائح الاخوان المسلمين I_icon_minitimeالأحد مايو 05, 2013 11:44 pm

افظع فضائح الاخوان المسلمين 18923510

وشهد شاهد من أهلها ( فضيحة الإخوان المسلمون ) من داخل التنظيم السري

مقدمة الطبعة الثانية
لما طلب منى كتابة مقدمة للطبعة الثانية من كتابي عن الإخوان المسلمين، لم يكن أمامي إلا اللجوء لبعض الخواطر عن سلوك الإخوان جماعة وأفراد حيث يستطيع القارئ منهم، واستيعاب أحداث المذكرات التى كتبتها منذ سنين. ولقد أثر فى فكرى بعد خروجي من السجن أن تيسر لى السفر إلى الولايات المتحدة الأمريكية والتى كنا ندرس كراهيتها مع دراستنا لأصول ديننا.
ولقد كان انبهاري شديد وإعجابي أشد لما رأيت من قيمة للإنسان والتى كنا قد نسيناها من كثرة ما عشنا من قهر وإهدار للحرية والكرامة الإنسانية.
ولقد حضرت بعد وصولي إلى الولايات المتحدة بشهور قليلة مؤتمراً إسلامياً جامعاً نظمته منظمة الطلبة المسلمين، وكان فيه المئات من شتى الولايات وحضر الكثير من رموز الدعوة الإسلامية من العالم الإسلامى وتحدثوا بكل الحرية وقالوا ما لم يستطيعوا قوله فى بلادهم، وكان من بينهم الشيخ يوسف القرضاوى والحاجة زينب الغزالى والأستاذ جمال بدوى المصرى الذى يعيش فى كندا والشيخ (عبدالله العقيل) الكويتى الجنسية والذى كان يمول النشاط الإسلامى فى الكثير من بقاع الدنيا. هذا المنظر زاد من إجابى وحبى لأن يعيش الناس فى كرامة وأن يكون الفرد هو محور كل شئ، ورأيت أيضاً أن الكثير من قيادات الأخوان الهاربة والتى تعيش فى بلاد أخرى وجدت طريقها للتعامل مع المارد الأمريكى الذى حذرونا منه بل واستفادوا كثيراً من المزايا التى يكفلها المجتمع الأمريكى لمن يعيشون فى كنفه، ووجدت أنهم يتعاملون بشخصيتين واحدة التشدد وبث الجمود فى عقول الأفراد وأخرى هينة لينة فى التعامل مع السلطات الأمريكية، قد تصل إلى حد المداهنة للسلطات الأمريكية بغية إعطائهم صورة حسنة عن الإخوان كي يفوزوا بتأييد أمريكاني ضد حكام دولهم، وكنت أعلم أن هذا نوع من الرياء مما زادنى ثورة عليهم لعلمى بحقيقة أمرهم وأنهم أساتذة فى هذا النوع من النفاق، ولعل الموضوعات القادمة تتناول بعض الجوانب من سلوكياتهم .. أرجو الله أن تفى بالغرض.
على عشماوي
"لا رابطة أقوى من العقيدة ولا عقيدة أقوى من الإسلام" .. هذه الصيحة كانت كلمة حق أريد بها باطل، فقد كانت النداء الذي سيطر به الإخوان على شباب هذه الأمة، ثم قاموا بغسل أدمغتهم والسيطرة عليهم يوجهونهم إلى أى اتجاه يريدون.
ومن هذا النداء انبثقت وسائل السيطرة وهى البيعة، والسمع والطاعة. ذلك أن الشباب حين يدخل إلى الجامعة لابد أن تكون له بيعة، والبيعة مع مجموعات النظام الخاص، وهو الجهاز السرى للجماعة باستعمال المصحف والمسدس.
أما "إخوان الأسر" هو النظام المعمول به لربط الإخوان تنظيماً فيكون باستعمال المصحف فقط، ولكن عم يبايع الأفراد ؟ .. إنه شئ مهم يحكم سلوكهم باقى يأتهم إنهم يبايعون على السمع والطاعة، وهذا هو مفتح السيطرة والتحكم فى الأفراد.
ويقولون إن النظام الخاص قد انتهى ولكن الواقع أنه الآن موجود، فقد سيطر إخوان النظام الخاص على الجماعة، والقيادات أغلبهم من هذا النظام، ولقد نصبوا أفراد النظام فى القيادة بجميع مناطق العمل فى مصر لأنهم يرون أن هؤلاء هم الأقدر على الحركة فى الظروف الاستثنائية.
وهم يستفيدون حالياً من حالات الزواج البيئي، حيث يتزوجون من بعضهم البعض، فتكون الاتصالات التى تتم فيما بينهم لها غطاء مهم جداً وهو النسب والقرابة، أما باقى الأفراد بالمنطق فيتم الاتصال بهم فرادى، أى أن تزورهم مجموعة المسئولين فى كل منطقة فرادى ويوزعون عليهم البرامج فرادى.
ولكنهم ينتهزون الفرصة من آن لآخر فى المناسبات الدينية، فيتم عمل اجتماعات عامة فى المساجد، خاصة فى الريف واستحضار أحد دعاة الإخوان، وغالباً ما يكون محافة مجاورة، لتضليل رجال الأمن. ويتم تلقى الأوامر من القيادة العليا بالقاهرة عن طريق الشخصى بقادة المناطق وهم بدورهم يقومون بإبلاغها إلى المستويات الأدنى حتى تصل إلى جميع الأفراد بيسر وأمان.
إن هذا ما يميز الإخوان الآن عن باقى الأحزاب الموجودة فى الساحة، فهى لا تعدوا أن تكون جريدة ومجموعة أفراد يلتفون حولها، أما الإخوان فهم قاعدة منظمة تنظيماً جيداً ولديهم وسائل الاتصال على أحدث ما فى السوق، وهم يهتمون جداً باستعمال الكمبيوتر لتيسير الاتصال بينهم.
لقد درس الإخوان جميع التنظيمات العالمية حين حاولوا بناء النظام الخاص، وقد تأثروا جداً بالفكر الباطنى فى التاريخ الإسلامي، حيث كانت التنظيمات والعباسية والعلوية ..
والشيعة وما صاحبها من فــرق سرية، مصدراً أساسياً تم الرجوع إليه ودراسته والاستنارة بالأفكار الحركية فى كل تنظيم على حده.
وفيها أيضاً كانت هناك وقفة شديدة أمام فرقة الحشاشين أتباع مصطفى الصباحى، وكان الانبهار من وصولهم إلى حد الإعجاز فى تنفيذ آليات السمع والطاعة، وكيف كان الأفراد يسمعون ويطيعون حتى لو طلب منهم قتل أنفسهم، أما الحركات العالمية الأخرى سواء كانت حركات إجرامية أو حركة سياسية مثل المافيا العالمية والتنظيمات الفرنسية، وأخيراً التنظيمات الصهيونية العالمية بما لها من قوة وانضباط واتصالات بجميع القوى السياسية ومعرفة إخضاع الخصوم والسيطرة عليهم أو تصفيتهم.
ولقد كان للأستاذ سيد قطب تعليق على ذلك، أن أى تنظيم يطبع أفراده بصفته، أى أن التنظيم لو كان إجرامياً، خرج الأفراد مجرمين، وإذا كان صهيونياً خرج الأفراد معجبين بالصهيونية.
وكان يعلم أن القيادة النظام الخاص كانت مخترقة من الأجهزة الغربية الاستعمارية وتعمل لحسابها، وأن جميع الأعمال الكبرى التى يتفاخر بها الإخوان فى تاريخهم قد تم تفريغها من نتائجها، فمثلاً حرب فلسطين التى يفخر بها الإخوان باستمرار، فإنهم لم يدخلوا إلا معارك قليلة جداً فيها، ثم صدرت من الشيخ محمد فرغلى الأوامر بعدم الدخول فى معارك بحجة أن هناك مؤامرة لتصفية المجاهدين، ولكن هذا كان مبرره فى الأساس لحماية اليهود من إحدى القوى الخطيرة إذا استعملت، وتم تنفيذ الأوامر وظل الإخوان فى معسكرهم لا يحاربون إلى أن عادوا من فلسطين.
وكان شباب الإخوان فى غاية التوتر والقلق لعدم اشتراكهم فى المعارك لدرجة أنهم اجتمعوا وقرروا أن الشيخ فرغلى قد خان وينبغى تصفيته، وفعلاً قرروا ذلك لولا أن الخبر قد وصل إلى الشيخ فاجتمع بهم وشرح لهم الأمر وأطلعهم على الأوامر التى صدرت له من القاهرة وأسبابها.
ومثلاً هناك واقعة حادث فندق الملك جورج بالإسماعيلية، وقد كان هذا الفندق يعج بالإنجليز وبالجواسيس فى جميع الأشكال، وقد أراد الإخوان ضرب هذا الفندق، ولكن حين تم التنفيذ تم إفراغ العملية من أى تأثير ضار بالإنجليز، وكان من نتيجة ذلك أن قتل منفذ العملية دون أدنى ضرر بالإنجليز.
ولقد أورد الحادث الأستاذ صلاح شادى فى مذكراته فقال التى أمرنا داخل قسم الوحدات على القيام بعملية إرهاب فى داخل فندق الملك جورج، بإشعال عبوة ناسفة لا تؤدى إلى قتل أو إصابته بجسامة، وإنما تعلم فقط عن ملاحقته للعملاء والمخابرات الإنجليزي، وكلفنا الأخ رفعت النجار من سلاح الطيران بالقيام بهذه العملية، بأن يحمل دوسيهاً به مادة ناسفة، ويشعلها ثم يتركها فى ردهة الفندق إلى جوار الحائط خلف ستارة مدلاة على حائط الردهة ثم ينهض بعد ذلك ويمضى خارج الفندق وجرى التنفيذ على أحسن وجه، ولكن ظهر للأخ رفعت عند مغادرته المكان أحد رجال المخابرات من الإنجليز الذى اقترب من المكان ولكن الأخر ظل ممسكاً بالدوسيه حتى انفجر فيه ومات متأثراً بجراحه، فقد خشى أن يقتل رجل المخابرات الإنجليزي.
وهكذا فقد حافظوا على حياة الإنجليز ووصموا الجماعة بالإرهاب دون أدنى فائدة.
وموضوع آخر أكثر غرابة فقد نشط بعض الإخوان المتحمسين من غير إخوان النظام فى عمليات خاصة، من هؤلاء إخوان مصر الجديدة، وكانت لديه دراجة ومسدس، فكان يركب دراجته وينتظر اليهود أمام بيوتهم بمصر الجديدة ثم يطلق عليهم الرصاص وينطلق بدراجته، فقتل بعض وأصاب آخرين، وكان ذلك فى شهر أغسطس 1948، فما كان عبدالرحمن السندى إلا أن أصدر تعليمات بالبحث عمن يفعلون ذلك ومهم إلى النظام ومنعهم من أى عمل مماثل لأن النظام الخاص كان يحد من أى عمل مماثل.
بدأت أراجع جميع أعمال الإخوان والتى كانوا يعتبرونها أمجاداً لهم بعد معرفتى بعلاقات العمالة والتبعية من بعض قادة الإخوان للأجهزة الغربية الصهيونية والتى أكدها لى المرحوم الأستاذ سيد قطب من أن عبدالرحمن السندى والدكتور محمد خميس والذى كان وكيل للجمعية فى عهد الأستاذ حسن الهضيبي وأن أحد أصحاب المطابع الكبرى والذى كان أحد كبار الإخوان وكان عميلاً للمخابرات الإنجليزية.
أما تجربتى الشخصية والتى سمعتها مباشرة من صاحب الشأن وهو أننى التقيت فى عنبر بالسجن الحربى بالدكتور م.ع.ف "رئيس مكتب إدارى إحدى المحافظات الكبرى فى مصر ـ بكل ما فيها .. قال إنه كان فى نهاية الأسبوع دائماً يذهب بصحبة زوجته والتى وصفها بأنها كانت من أجمل نساء الأرض كان يذهب كل أسبوع إلى الإسماعيلية حيث يسهر مع الضباط الإنجليز هو وزوجته، ويقضون الليل فى الرقص ولعب البريدج، وكان يقول أن الشئ الذى يتعب شباب الإخوان هو تفكيرهم الدائم فى الجهاد، وكان من السهل قيادتهم حين تحدثهم فى هذا الأمر.
هكذا نرى الضرر الفادح الذى يلحق الساذجين الذين ينتمون إلى مثل تلك التنظيمات، فهم مخلصون وقادتهم عملاء يتصرفون فيهم بلا آمان ولا رقابة ودون أى تقوى من الله الذى يبايعون الأفراد على طاعته والالتزام بأمره، فيطيع الأفراد ويضل القادة، ويستعملون الأفراد فى غير طاعة ولا خوف من الله.
وحين يتصادف ويواجههم رجل واع ميريد أني ناقش وأن يفهم من مثل ما فعلا السكرى ومن بعده مصطفى مؤمن فيكـون مصيرهم الفصل من الجماعة.
وبعد فلقد هب الإخوان فجأة ـ يسابقون الزمن ويصعدوا من نشاطهم ـ فقد أقاموا بمظاهرات صغيرة، ثم مظاهرات أكبر مستغلين فيها طلبة الجامعات وهم وما يدهشنى هو هذا التحرك المفاجئ. وعلى أى شئ يرتكز وهل حساباتهم هذه المرة صحيحة أم ستكون كالمرات السابقة، يستعملون فيها مخلب قط، وتكون النتيجة أن يجنى غير ثمرة جهدهم، ويهبون هم إلى غياهب السجون حيث اعتادوا.
السؤال هو: هل هم مستعدون أن يجعلوا الكثير من شعاراتهم ومواقفهم كى ينسجموا مع المجتمع المدنى الذى يريدون أن يتعاملوا هم حسب قواعده كما أعلن الكثير من قادتهم الحاليين، فما الذى سيقولونه لقواعدهم عن الجهاد سبيلنا والموت فى سبيل الله أسمى أمانينا وهل سيتغير الخطاب الإخوانى عامة ويتوقف عن أن يكون خطاباً عدوانياً، متربصاً، ومنتهزاً الفرصة للانقضاض والانقلاب على حلفائهم، هل هم مستعدون للقبول بالدستور المدنى واحترام بنوده أم أن نبذ العنف بأشكاله وصوره مجرد شعارات للمرحلة الحالية، ثم تعود الأمور إلى ما كانت عليه، هل يدركون أن فى مصر عدداً ليس بقليل من الأقباط، أنه ينبغى طمأنتهم على أحوالهم خاصة ان أحد قادة الإخوان السابقين كان قد ألعن كلاماً ضد الأقباط، ثم اضطر أن يعتذر عنه وهو المرشد الأسبق مصطفى مشهور، كل هذه الأمور ينبغى أن تدرس بجدية وأن يتضح الموقف من كل أمر بوضوح، ولعلهم يدركون الآن أنهم يتحركون وحدهم بعيداً عن باقة القوى الوطنية التى ابتعدت عنهم الواحدة تلو الأخرى لأن الأسلوب المتبع غير مقنع والموقف لا يحتمل المغامرات.
أُصبت بإحباط شديد وغضب وثورة داخلية تكاد تقتلع قلبى من مكانه، حزناً على عمرى الذى أضعته كله مع هذه الجماعة وقررت الانسحاب حتى قبل أن تداهمنا الاعتقالات ودخول السجن، ولكن الأهداف كانت أسرع وأن ما كان الانفصال داخل السجن وتبعه اضطهاد من الجماعة.
وتتالت الفتاوى فى حقى بالتكفير تارة وبالنفاق تارة أخرى، ورأيت وعشت كيف تخرج الفتاوى من ترزية هذا النوع من الفقه، وساعد على قسوة الأمور ما صاحب الفتاوى من سمع وطاعة من أفراد الجماعة دون أن يعمل أحدهم فكره ويعترض، ثم فوجئت بعد أن انتهت المحاكمة أن جاءنى الأخ عباس السيسى بعرض محدد هو نسيان ما كان فى أثناء المحاكمة، نسيان الفتاوى إذا حددت موقفى من الحكومة وهو ما كان إذا كنت أنوى تأييدها أم لا، فأجبته أن الحق أحق أن يتبع وأننى انتهيت منهم تماماً، فزادت جرعة المقاطعة والتشهير، ولكنهم لم يصلوا إلى الحد الذى وصلته معملة إخوان سنة 1954 لمن خرج عليهم وأيد الحكومة، فقد ضربوهم بشدة.
حتى بعد أن خرجت من السجن وجدتهم قد ألفوا كتباً كثيرة تقول عنى الكثير من التشهير، والسبب، وحين تركت لهم المنطقة كلها وذهبت إلى أمريكا وجدت التعليمات إلى الإخوان فى أمريكا قد سبقتنى إلى هناك وهكذا فهم يجيدون إيذاء كل من وقف معهم فترة من الزمن، إذا حدث واختلف معهم مرة فقد ساعدتهم السعودية وقطر والكويت والكثير من الدول العربية، فما كان منهم إلا أن أساءوا إليهم وطعنوهم وانقلبوا عليهم، كما كانوا يفعلون مع الأحزاب التى كانوا يتحالفون معها، فعلو كذلك مع الدول التى آوتهم وأحسنت وفادتهم.
وكما قلن كان مدرسو الإخوان فى جميع هذه البلدان يجندون الشباب ويشحنونهم ضد حكامهم وبلدانهم، حتى ينقلبوا عليهم وكلما وجدوا فرصة للانقضاض انتهزوها وكان أبرز مثال على ذلك موقفهم فى الكويت حين غزاها صدام حسين فقد وقفوا مع صدم ضد تلك الدولة، مع أنـــه قد جاءهم الكثير من التمويل من الكويت على مر الزمن، على يد قادتهم هناك مثل الشيخ عبدالله العقيل الذى كان يقوم بتمويل المؤتمر الإسلامى فى أمريكا كل عام.
والغريب أن الإخوان فى العراق قد وقفوا مع أمريكان فى العراق وكان مندوبوهم متعاونين للغاية فى مواجهة محاولة السيطرة على مقدرات العراق داعمين جميع خطط الأمريكان التى تنف الآن، ومن التناقض أن يقف الإخوان فى مصر ضد غزو العراق .. فمن نصدق ؟ القادة المحليين أم قيادة الإخوان فى القاهرة أم أنها السياسة التى لا مبدأ لها ولا أصول إلا البحث عن المصلحة والجرى خلف السلطة. ولقد اكتوت السعودية أيضاً بنارهم الآن، فإن الذين يقومون بعمليات التفجير والقتل وإشاعة الفوضى هناك هم تلاميذ أساتذة الأخوان، ولقد صرح سمو الأمير نايف وزير الداخلية منذ مدة وجيزة أن وجود الإخوان بالمملكة قد أحدث أشد الضرر بالبلاد ؟
أما فى قطر آوتهم ودعمتهم ولكنها لم تكتو بنارهم بعد ولكن أنا قد جربت حتدهم حين ذهبت للعمل فى الدوحة فى مؤسسة المسند، وكان الشيخ ناصر المسند رحمه الله صديقاً عزيزاً وذهبت معه فى سنة 1981 للعمل فى مؤسسته بعد أن أعدت من أمريكا، وكنت أننى قمت معه فى الماضى ببعض النشاط الإخواني.
وهو الأخ سليمان الشناوى فاتصلت به وجاء لمقابلتى، والترحيب بى فى قطر، ثم دعانى إلى الطعام فى بيته، ولكنه قد دس لى السم فى الطعام، وخرجت من عنده لإفراغ ما فى معدتى، وفطن زملائى أنه تسمم، فنقلونى إلى المستشفى حيث أجريت لي عملية غسيل معدة، وأخبرتهم أننى ربما قد تناولت طعاماً فاسداً ثم طلبت من الشيخ ناصر المسند أن يسمح لى بالعودة إلى مصر، وبعد إلحاح منى والرجل لا يعرف سبب إلحاحى على العودة وافق وأعادنى إلى مصر، وتلك تجربة لم أبح بها لأحد من قبل لأنهم يوزعون كتاباً يتضمن هجوماً علىَّ، لكل من حولى إمعاناً فى التشهير بي حتى إن إحداهن قد التقت ابنتى وهى عائدة من الدرس لتقرأ عليها ما كتب عنى من سب وقذف !
ومثلما فعلوا بدول الخليج فعلوا ما هو أشد بالجزائر فلقد كانت جبهة الإنقاذ تقدم نفسها للعامة وعلى أنهم دعاة الإسلام المعتدل، والتيار الوسط ولكنهم حين اختلفوا مع الحكومة ووجدوا أنهم لن يصلوا إلى هدفهم ألا وهو الحكم انقلبوا على الحكومة وعلى الشعب، وعلى الوطــن وعلى جميع الناس البسطاء وبدأت رحلة القتل والنسف وإزهاق الأرواح، وتدمير اقتصاد الجزائر دون أن يهتز لهم جفن ! وقد ساهمت القيادة المصرية عن طريق أحد الدعاة الذى تولى منصب مدير الجماعة فى الجزائر وقام بتربية الكوادر التى قامت بهذا القتل والتعسف والتدمير، والغريب أن جبهة الإنقاذ هى امتداد للإخوان المسلمين فى مصر.
ولقد تميز العنف بالجزائر بنوع فريد وهو الهجوم على الناس الأبرياء وذبحهم ولا أدرى أهذا نوع جديد من الجهاد فى سبيل الله !
وبهذه المناسبة لقد انتشرت بشدة هذه الأنواع من الجهاد الجديد حيث السيارات المفخخة، والتى تقتل المارة بدون جريمة ولا ذنب وهذا ما يحدث فى العراق الآن كل يوم، وهو قتل العراقيين دون المساس بالمحتل وكذا فى السعودية، ومؤخراً فى الكويت هل قتل الناس بدون هدف أصبح هو الحل !
إنهم يستبيحون الآخرين كل من ليس فى الإخوان، حلال لهم دمه وماله، وعلى هذا الأساس كانت استباحة دم كل من خرج عليهم أو انشق عن الجماعة، ولهذا فقد قاموا باغتيال المهندس السيد فايز حين خرج عن النظام التابع لعبدالرحمن السندى وانضم إلى تنظيم يوسف طلعت، إنه لم يخرج من أفحوان ولكنه ترك السندى إلى يوسف طلعت فصدرت تعليمات السندى بقتله، وقد تم إرسال علبة من الحلوى هدية له ولما فتحها انفجرت وقتلته وقتلت معه أخاه الصغير الذى كان يقف بجانبه. لقد اتهم فى هذه الحادثة أحمد عادل كمال، ولكنه كان قد رتب أموره أن يثبت وجوده فى مكان آخر حين الحادث، وأننى حتى الآن لأعجب كيف استحلوا دمه وبأى منطق ولم أجد إجابة إلا أن هذا سلوك إجرامي من أفرزه تنظيم إجرامي التكوين. إن تجربتهم فى النقابات تشهد، فإن النقابات التى سيطروا عليها كان سلوكهم فيها أنانياً فلم يكن ينم عن ديمقراطية أو شفافية فكانت الوظائف حتى الصغيرة منها التى شغلها لتحقيق أهدافهم ولم نر فى المجالس امرأة قبطياً أو مناهضاً فى الرأى ولما حدث أخيراً أن تحالفوا مع الحزب الناصرى فما لبثوا أن اتخلفوا معهم وانقلب التحالف إلى صراع وعدوات، ولذا فلقد بدأ نجمهم فى الذبول وجاءت انتخابات نقابة المحامين الأخيرة مخيبة لآمالهم، لأنهم لم يتعودوا على الاحتفاظ بالصداقات ولذلك فليس أمامهم الآن إلا الطريق الذى يجيدونه بشدة وهو طريق إحداث الفوضى فى الشارع، وهم يظنون أنهم أقدر الناس على هذا الفعل لأن لهم تجارب سابقة وتاريخهم الطويل منذ الأربعينيات يشهد بذلك.
حتى إن فؤاد سراج الدين حين أخرج من السجن فى سنة 1950 كافأوه بأن نظموا مظاهرة حاشدة وكان كل فخرهم أن الداخلية فوجئت بتلك المظاهرة .. وهكذا يزايدون على الجميع.
لقد انفض عنهم الجميع نتيجة لسلوكهم مع الكل .. تحالف .. ثم نقض العهد والطعن فى الظهر حتى إنهم استبعدوا من الحوار الوطني ومن تجمعات الأحزاب حتى إن بعض الأحزاب قالوا لا نريد الإصلاح السياسي ولسنا متحمسين له الآن حتى لا يستفيد منه الإخوان، انظر إلى أى مدى صارت الأمور وأن هذه الأمور التى وضعوا أنفسهم فيها جعلتهم يحسون بالعزلة والإهمال، وهذا شعور خطير إذا أصاب جماعة فى قوتهم وحسن تنظيمهم، فهم يتصرفون الآن وظهرهم إلى الحائط وليس أمامهم إلا السير فى الطريق الذى رسمه الإخوان وينفذه مركز بن خلدون، إنه طريق إحداث الفوضى فهى تحقق عدة أهداف، إنها تربك الأمن وتكسر حاجز الخوف، وتشجع كل نائم أن يستيقظ ويهب للحركة ثم إنه قد يشجع بعض القوى الشعبية التى ترفضهم على الاقتراب منهم والتعاون معهم.
لقد ورد فى النشرة التى يصدرها مركز ابن خلودن باسم المجتمع المدنى عدد 120 السنة العاشرة نوفمبر 2004 ورد فى كلمة المحرر شريف منصور تحت عنوان "هل بدأ العصيان المدنى ؟" تمر خطير فى ضوء عدة متغيرات غير مسبوقة الأحزاب المصرية تتحد مع بعضها البعض فى جبهة وفاق وطنى. مجموعة متزايدة من تكتلات الجمعيات الأهلية والحقوقية المصرية تتشكل التنسيق يتصاعد بوتيرة منتظمة بين الأحزاب ومنظمات المجتمع المدنى والحركة الشعبية الناشئة للتغيير، الإخوان والجماعات الإسلامية المعتدل منها والمتطرف يعلن مراجعة نقدية للذات ويمد بداية للمشاركة فى الحياة السياسية من جديد ؟ وهكذا يظهر التنسيق بين ابن خلدون والإخوان، بل والاتفاق على خطة عمل واحدة لحساب الأمريكان، فلم يعد الأمر سراً، ولكن الأمور قد اتضحت بلا لبس أو غموض.
إنهم يزايدون على الجميع وتلك إحدى وسائلهم المشهورة، المزايدة والتصعيد وأنهم يستغلون أية بادرة حرية وبدلاً من أن يدعموه تجدهم يتسابقون لاستغلاله وهم بذلك يخيفون من يريد أن يفتح نافذة للحرية والديمقراطية وعندهم المعادلة الشهيرة للتغيير ليضعوها موضع التنفيذ.
لقد بدأوا يحركون قوى الإخوان فى كل مكان للضغط لمساعدة المخطط الأمريكى بالمنطقة فإخوان سوريا الذين خرجوا من السجون بعد دفوعهم للحركة من جديد مطالبين الإدارة السورية بالإصلاح الديمقراطى، حتى وإن جاءت هذا التحرك من مجموعة إخوان سوريا الموجودين بإنجلترا إلا أنه يثير للسجون داخل سوريا أو يعيدهم للسجون مرة ثانية.
وهم قد أتتهم الفرصة للمزايدة على الجميع فى موضوع الأقصى، إنهم يطالبون بفتح باب التطوع لإنقاذ الأقصى وما أشبه الليلة بالبارحة، ففتح باب التطوع يعنى فتح معسكرات التدريب، ومعناه فتح باب التبرع لجمع المال من جديد ثم شراء السلاح ثم تخزينه لحساب الإخوان وتتكدس خزانة الإخوان بالأموال من تبرعات المسلمين من كل الدول الإسلامية يتكرر ما حدث سنة 1948 وأكثر بكثير فهذه المرة عندهم التجربة السابقة بسلبياتها وإيجابياتها، وهم هذه المرة لن يتركوا الفرصة السانحة تمر، المهم انتهاز جميع الفرص الممكنة لإحداث الفوضى وإثارة البلبلة ومن ثم النفاذ إلى هدفهم وهو إحكام السيطرة على مقدرات هذا البلد.
حدثنا التاريخ عن أن التنظيمات والحركات الباطنية الفكر والاعتقاد مثل جماعة الإخوان المسلمين بكثرة الشللية، وكثرة الدسائس والمؤتمرات بغية السيطرة والقفز على مراكز القيادة، وإحكام السيطرة على الأفراد وهم إلى جانب تكتيكات الشلل والمؤامرات، فهم يستعملون شعارين فى غاية الأهمية بغية السيطرة هما السمع والطاعة، وقد ترض هذا الطرح لكثير من النقد والهجوم على الجماعة وعلى قادتها عبر تاريخ طويل.أما ما يحدث الآن فلا ينبغى أن يمر دون شرح وتبيان فلقد تم تعيين المرشد الحالي الأستاذ مهدي عاكف كمرحلة انتقالية لفترة لن تزيد على سنتين أو ثلاث على الأكثر لإعطاء الفرصة لتلميع وإظهار شخص آخر وإعداده لتولى هذا المصب بعد ذلك، استبعاداً لآخرين كان يمكن أن تظهر أسماؤهم لتولى هذا المنصب هما عبدالمنعم أبو الفتوح وعصام العريان لأن المطلوب هو تلميع وإظهار وإعداد الدكتور محمد السيد حبيب النائب الأول الحالى للمرشد العام الأستاذ محمد مهدى عاكف، فهو المؤهل لتولى منصب المرشد العام بعد أن يستقيل الأستاذ عاكف حين وصوله إلى سن الثمانين، ما صر من قبل. فإنهم فى صراع مع الزمن لإعداد المرشد الجديد، فسوف يتولى بعد ذلك دون أى عناء ولا انتخابات ولا أى إجراء من الإجراءات المعادة فى مثل تلك الظروف، فسوف يتولى بسهولة بفترته الحالية كنائب أول للمرشد.
وهكذا تم تنفيذ المخطط للاستيلاء على مقدرات الجماعة بسهولة ويسر هذه المرة، وبأقل الخسائر استفادة من الدرس السابق الذى حدث مع صلاح شادى حينما أحضر الأستاذ حسن الهضيبي من خارج الجماعة، ضرباً بخصومه المرشحين لتولى منصب المرشد العام بعد اغتيال الأستاذ حسن البنا وهم الشيخ صالح عشماوى أو الشيخ الباقورى أو الشيخ محمد الغزالى، وهم على علاقة جيدة مع عدوه اللدود عبدالرحمن السندى والنظام الخاص الذى كان فى صراع مستمر مع صلاح شادى ورفاقه خاصة منير الدلة الذى كان حديث عهد بالإخوان حيث دخل فى عام 1947 وقد وصف دخوله الجماعة وقتها أنه إدخال للكاديلاك والارستقراطية إلى قلب الحركة ، وكان الدلة قد ساهم بالكثير من ثروته كأحد كبار ملاك الوجه القبلى، وكان لهذه الأسباب مسموع الصوت فى اختيار حسن الهضيبي من خارج الجماعة رغم أنه ليس عضواً فى مكتب الإرشاد، ولا حتى فى الهيئة التأسيسية وكأن من اختاروه يظنون أنه سيكون واجهة لهم يوجهونه كيف يشاءون، وقد عمل صلاح شادى الذى كان شديد التسلط والدكتاتورية على تصفية خصومه من أعضاء التنظيم الخاص، فقد استغلوا كراهية حسن الهضيبي للعنف والقتل، وصورا له هؤلاء الخصوم على أنهم قتلة وسفاحون، حتى إنه رفض أن يقابل مجموعة من المفرج عنهم، وأن تلتقط معهم صورة تذكارية، فقال أنا لا أقابل القتلة وكان لهذا التصريح عمل السحر فى تحفيز أعضاء النظام الخاص ضد الهضيبي.
وكان من نتيجة ذلك وتمرد رجال السندى على القيادة الجديدة أن تم فصل السدى ومعه أحمد عادل كمال، أحمد زكى ومحمود الصباغ وهم يمثلون قيادة النظام الخاص.
وقام أتباعهم بعد ذلك باحتلال المركز العام، ووصل الأمر إلى حد ذهاب بعضهم إلى منزل الهضيبي وقيام بعضهم بوضع المسدس فى رأسه ليجبره على إلغاء قرار الفصل، إلا أن حسن الهضيبي كان أكثر صلابة مما تصور الجميع وقام بفصل مجموعة أخرى حوالى ستين عضواً كان أبرزهم الشيخ محمد الغزالي والشيخ سيد سابق والشيخ يوسف القرضاوى وغيرهم.
هكذا كانت المؤامرات التى دبرت للقفز على قيادة الجماعة وما أتت به من آثار سيئة كان أخرها دخول الإخوان إلى السجن.
فهل تنجو الجماعة هذه المرة من الآثار السلبية التى قد تحدث من جراء القفز على قيادة الجماعة، خاصة أن الدكتور حبيب لا يترك فرصة حتى يصحح للمرشد أقواله، ويرجع تصريحاته إلا أنهم قد أخذوا على غرة حين سئلوا لأول مرة عن المفاوضات مع الأمريكان، فقد صرح عاكف أولاً بأنه مرح بكل من يريد أن يتفاوض معهم ولكن الدكتور حبيب وغيره قاموا بتصحيح أقوال عاكف، وكانت كلها ردوداً غير مدروسة إلى أن عثروا فيما بينهم على الإجابة المثلى وهى أنهم إذا أراد الأمريكان أو الأوربيين أن يتفاوضوا معهم فلن يحدث ذلك إلا إذا أتى عن طريق وزارة الخارجية وهذا القول فيه الكثير من الخداع والمغالطة وهو قول مردود عليه لأنه من المعروف للجميع أن الأمريكان حين يفاوضون جمعيات أهلية فإنهم يرسلون أفراداً من خارج السلطة أو من الاستخبارات.
يا ترى هل ستنجح القيادة الحالية فى تفادى السلبيات التى حدثت سنة 1954 أم أن التاريخ سيعيد نفسه وتحدث مشاكل وانقسامات داخل الجماعة، وإذا حدث داخل الجماعة، وحيث حدث وتفادت القيادة الجديدة المشاكل المفترضة فإننى ألمح نفس الأخطاء السياسية التى حدثت سنة 1954 فقد تميزت تلك الفترة بنوعية معينة من التصعيد السياسي فى الصدام مع الحكومة، فإن نفس الخطوات قد بدأت الآن، المظاهرات ومحاولة التحالف مع القوى المعارضة والتصاعد بالأحداث حتى تصل إلى حد العصيان المدنى، ولكن هذه المرة فهناك الدعم الخارجى الواضح والذى يدفع أية فئة على مدى التاريخ بالعمالة والتعاون مع القوى الخارجية ضد الشرعية، ولست تلك التحركات وهل هى محسوبة جيداً أم سيكون المصير هو نفس المصير ؟!
أرجو ألا يتورطوا فى أخطاء تضاف إلى أخطائهم وتدمغهم مدى الحياة أن مكتب الإرشاد الحالى مطعم بمجموعة من الشباب إلى جانب الحرس القديم، وما كنت أتصور أن ينظم إلى مكتب الإرشاد مجموعة من فضيلة سنة 1965 منهم الدكتور محمود عزت إبراهيم والشيخ محمد الخطيب إلى جانب بعض رؤساء المناطق مثل السيد نزيلي محمد وغيره، وأذكر أن الأستاذ صلاح شادى حين أبلغ فى سنة 1965 بوجود هذا التنظيم غضب وأصدر أوامره إلى المهندس مراد الزيات أن يبلغ البوليس عن هذا التنظيم !!
إلى هذا الحد كان القرار غير مستند إلى شرع أو عقل ولكن إلى الهوى الشخصى فكان المهم فى نظرهم الطاعة والاستئذان أولاً وإلا إبلاغ البوليس، لقد حدثت من قبل محاولات عدة للإنقلاب على الأستاذ البنا نفسه وهو مؤسس الجماعة، ولكنها جميعاً باءت بالفشل وأدت إلى فصل أصحابها كما حدث مع أحمد السكرى فى أولى مراحل قيام الجماعة حيث كان السكرى يطمع فى قيادة الجماعة ووصل الأمر إلى فصله من الجماعة وكذلك انفصال مجموعة شباب محمد الذين كانوا على علاقة بالأستاذ محمود شكرى وهو عالم إسلامي جليل، فكان يدرس لهم الإسلام من جديد وكان يقول لهم حين يلقاهم أخلعوا الأفكار التى عملها لكم البنا مع أحذيتكم خارج المنزل.
وبعد فلقد تمرد عليه مصطفى مؤمن حتى أدى الأمر فى النهاية إلى فصله، وهكذا فإن الطبيعة البشرية غلابة مهما قيل من أسباب فإن الصحابة قد اختلفوا، بل اقتتلوا، ولن يكون الإخوان أحسن من ذلك فهذا تاريخهم مملوء بالعلامات الواضحة التى تؤرخ للخلافات الشديدة والبأس بين الأفراد، حتى وإن أدعوا غير ذلك وحاولوا الظهور بالملائكية، فإن الحقيقة تظهر دائماً صارخة للعيان وأنا فى انتظار نتيجة الأوضاع سواء داخل الجماعة، أم فى صراعهم مع النظام، فلقد هدد نائب المرشد الحالى والمرشد المتوقع بتنظيم مظاهرة كبرى تتكون من عشرات الآلاف وهو فى طريق التصعيد وزيادة الضغط المستمر على الحكومة حتى يصل إلى تحقيق ما يريد، وهو بذلك يجر الآلاف المؤلفة من شباب الإخوان باسم السمع والطاعة لي حيث يريد، فيا ليتهم يعلمون فكرهم وعقولهم ويضيفون إلى مبدأ السمع والطاعة كلمة أخرى وهى أن تصبح السمع والطاعة والمبصرة بدلاً من أن تكون عمياء.
إن من يتصدى لحكم بالإسلام عليه أولاً أن يعى أن الحكم الإسلامى كان نتاج مجتمع مسلم تربى لمدة 23 سنة على القرآن يستوعب أية بعد الأخرى، وكان نزول القرآن بهذه الصورة مقصوداً من الحق ـ تبارك وتعالى ـ لتربية الأفراد من المسلمين رجالاً ونساءً، حيث قال تبارك وتعالى (وقرآناً فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلاً" .. وهكذا ترى أن الفرق كان مقصوداً وأن المكث كان مقصوداً، وذلك لتربية أجيال المسلمين حضرت هذه المرحلة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
هذه الأمة التى ترتب على هذا الشكل من أبرز صفاتها أنهم مجبولون على الخير والالتزام ومراعاة حقوق الآخرين، دون تذكير أو جهد كبير فى التوجيه والحكم ولذلك أقول أن قيام حكم إسلامى يلزم له أمران.
شعب نربى على الإسلام، ثم أحكام شرعية ولهذا كان حكم الخلفاء الراشدين إلى جانب حكم عمر بن عبدالعزيز هو أقرب الحكومات إلى الإسلام.
وأن هذا الأمر لن يتكرر كثيراً لأن شروطه صعب وواجبات الحاكم فيها أصعب، وبرغم ذلك فإن حكم الراشدين قد تخللته فتن ودسائس لم يكن لها أن تحدث فى عهد الصحابة، فما حدث فى عهد عثمان، وما حدث فى عهد على من فتن يوقف الإنسان أمام فتن من الصعب التغلب عليها لأن الانقسامات والدسائس، والمؤامرات إن حدثت فى الصفوف فالنتيجة هى الانهيار والتشرذم، وهذا ما حدث تاريخاً مما يجعلنى فى قناعة مرة ثانية أن الحكم الإسلامى كما أفهمه لن يعود ثانية لأنه أقرب إلى مجتمع الملائكة منه إلى بنى البشر ولو رجعنا إلى التاريخ لوجدنا أن الحدود قد أقيمت مرات قليلة جداً فى هذه الحكومات، لأن الناس لا يفعلون المعصية إلا لماماً، ولكنهم قد أتوا من الفرقة والانقسامات التى يجد فيها المرجفون والمتربصون الفرصة السانحة للنفخ فى النار سواء كانوا من ضعاف النفوس من المسلمين أم كانوا من فئات أخرى يزعجهم قيادة الإسلام ونجاح المسلمين على هذا النحو.
ولقد ظلم الإخوان أنفسهم، وظلموا المسلمين والإسلام حيث تصدوا لهذا الأمر وهم يعلمون من تاريخهم الملئ بالانقسامات والفتن والدسائس ما تضيق له الصدور، فلو تتبعنا الفتنة التى حصلت بينهم من أول مؤامرة تعيين الأستاذ حسن الهضيبي من قبل مجموعة أرادت أن تقوم بانقلاب داخل الجماعة، وقد تم لهم ما أرادوا، حيث جمع الأستاذ منير الدلة المجموعة المرشحة لتولى قيادة الجماعة بعد وفاة الأستاذ البنا وهم صالح عشماوى والشيخ الباقورى والأستاذ جمال البنا والأستاذ عبدالحكيم عابدين والذى كانت عليه بعض التهم الشخصية التى تجعله غير مؤهل لهذا المنصب، وفاتحهم الأستاذ منير الدلة بأنه من المطلوب اختيار مرشد خلفاً للمرشد الراحل، ولكنهم تعففوا جميعاً، فهم جميعاً راغبون فى المنصب إلا أنهم وكلهم كذلك يريدون أن يختارهم الآخرون لأن طالب الولاية لا يولى، واستغل الأستاذ منير تلك الحالة وفاجأهم بعرض اسم الأستاذ الهضيبي، ولم يكن معروفاً بين الإخوان، ولكنهم لم يعترضوا حياءً مع الاحتفاظ بالضغينة فى داخلهم، ونتيجة لهذا السلوك العجيب الذى يعتبر الصراحة، ولكنهم يريدون للأمور أن تأتى لهم، ولكن بطريق ملتو وغير صريح، وقد تمت الموافقة على اسم الهضيبي، وأخذت موافقة الهيئة التأسيسية بالتمرير، وكان هذا أول نجاح يحرزه صلاح شادى فى صراع مع السندى حيث لم يكن يحبه وكانت المنافسة بينهما كبيرة حتى أن صلاح شادى قد أنشأ له جهازاً سرياً خاصاً به سمى مجموعة وحدات تولى الأستاذ الهضيبي القيادة وأحاط نفسه بمجموعته المكونة من صلاح شادى ومنير الدلة وحسن عشماوى وعبدالقادر حلمى وغيرهم، ولما خرج إخوان السيارة الجيب من السجون، ودعى الأستاذ الهضيبي للقاء هؤلاء قولته الشهيرة : أنا لا أقابل المجرمين والقتلة، وكان لهذا التصريح عمل النار فى الهشيم بين أفراد النظام الخاص، وبدأت حركة غير طبيعية بين هؤلاء الإخوان، وكان قد تم تعيين السيد فايز رئيساً للنظام فى غياب السندى ولما بلغ السندى أن السيد فايز قد وضع ولاءه للمرشد الجديد اشتاط غضباً، وكان شخصية دكتاتورية لا يجب أن ينازعه أحد أو ينافسه أحد، وكان يقضى على جميع منافسيه حتى لا يكون على الساحة غيره، فأرسل للسيد فايز من يقتله فأرسلت له علبة حلوى فى منزله انفجرت حين فتحها، وكان هذا نذيراً للهضيبي أن المجموعة لن تتركه، ولكنه كان صلباً عنيداً جداً، فأصدر قراراً بفصل الأربعة رؤساء النظام عبدالرحمن السندي وأحمد زكي وأحمد عادل ومحمود الصباغ، ثم تلاها بكشف آخر به حوالى ستين من القيادات الموالية للسندى منهم الشيخ الغزالي والسيد سابق ويوسف القرضاوي وغيرهم من المناوئين، ترتب على ذلك اجتماعات من طرف مجموعة السندى لخلع الهضيبي. وفى نفس الوقت كان أفراد القيادة السابقة للنظام يتخوفون على ما لديهم من أسرار، فذهب أحمد عادل كمال إلى أحد مرؤوسيه وكان مسئولاً عن النظام فى شبرا وهو الأخ سيد عبده وترك عنده شنطة وجد بها جوازات سفر مصرية بدون أسماء وتقارير لمخابرات الإخوان عن حركة الجيش، وتحركات الجيش وتحركات السفارتين الأمريكية والبريطانية وتقارير عن تحركات الشيوعيين، وهكذا ترى كيف يفكر وماذا يبحثونه، وبعدها عمل أحمد عادل على تجميع مجموعة من الإخوان للذهاب عن أسباب الفصل، فإذا لم يجب إجابة واضحة طالبوه بالاستقالة، ثم تذهب مجموعة أخرى إلى المركز العام للاعتصام هناك ومحاولة اختيار مرشد جديد، وكان من هؤلاء صالح عشماوى ومحمد الغزالى وعبدالعزيز جلال وسيد سابق، وكان المفروض أن يختاروا صالح عشماوى مرشداً جديداً ذهب إلى منزل المرشد حوالى عشرين من شباب النظام الخاص من بينهم على صديق وفتحى البوز ومحمود زينهم وعلى المنوفى اتفقوا لأنه أكثرهم هدوءاً، زيادة أم مظاهرة ؟! فقالوا : زيادة ثم بدأ على المنوفى بالكلام فقال: جئنا نسألك عن فصل قادة النظام، ثم قال محمد حلمى فرغل نحن لم نحضر للسؤال، ولكننا فقط تعبنا منك لأنك لا تعرف كيف تقود الجماعة ونحن نطالبك بالاستقالة، فلما هم بتركهم والخروج من الغرفة تصدى له محمد أحمد ـ وكان سكرتير السندى ـ وفتحى البوز ومنعاه من الدخول وخلعا سماعة الهاتف فحاول الخروج من الباب المطل على السلم فلحق به على صديق ومحمود زينهم وقام محمود زينهم بحمله وإعادته للغرفة، وهكذا تعاملوا مع الرجل الذى كان رمزاً للجماعة ومرشداً لها، أردت أن أروى هذا المشهد بالتفصيل حتى يرى القارئ وفى تسوية أمورهم مع بعضهم البعض، فكيف يكون أخلاقهم مع الآخرين، وكيف هم إن حكموا، وما الذى يفعلونه مع الناس وهم حكام، إنه الدم والظلم والاستبداد باسم الله !
ثم تم احتلال المركز العام بقيادة النظام والاعتصام بداخله حتى يستقيل المرشد، وأدعى بعض أن الشيخ سيد سابق ذهب لمقابلة جمال عبدالناصر، وقد عاد من عنده ليخبر الجميع أن جمال يؤيد الانقلاب على الهضيبي وأنه لن يتدخل فى الأمر، كذلك ذهب سعيد رمضان مكلفاً من قبل المرشد لمقابلة صلاح سالم وزير الإرشاد يطلب منه عدم نشر هذه الأحداث فى الصحف، وقد وافق صلاح سالم إلا أن عبدالناصر تنشر ما تشاء، وقد ذكر أحمد أبو الفتوح أن جمال عبدالناصر سمح له بالنشر، والمهم فى هذه الملحمة التى شارك فيها المرشد ورجاله وصلاح شادى ورجاله، والسندى ورجاله، وكلهم كان يخاطب جموع الإخوان عن السمع والطاعة حتى انتهى احتلال المركز العام بقيام المجموعات التابعة للأستاذ صلاح شادى بدخول المركز العام وطرد المتمردين منه وانتهت الأزمة ونجح صلاح شادى فى تدعيم مركزه داخل الجماعة عن طريق المرشد الذى اختاروه، إنى حين أقرأ تاريخ الإخوان أشعر بالفزع حين يتحدثون عن العمل بالسياسة أو تكوين حزب سياسي، ولهذه الأسباب أولها أن هذا تاريخهم مع بعضهم البعض، ثانيها أن فكرهم السياسي ضحل جداً، ورؤيتهم السياسية قصيرة النظر وثالثها أنهم ليس لديهم الفكر والدراسات اللازمة للعمل السلطوي فهم ليسوا رجال سلطة لأنهم حالمون ورومانسيون أكثر منهم عمليون والنجاح فى الحكم غير النجاح فى قيادة جماعة، هذا إن كانوا يريدون أن يعدلوا بين الناس وأن يخدموا الناس.
وقد كان فى صدر الإسلام رجال طيبون عابدون ولكنهم لم ينجحوا حكاماً، ومن هؤلاء سيدنا عثمان بن عفان والذى كان صحابياً كبير القلب، ولكنه لم يكن حازماً، وقام بأخطاء أخذت عليه حتى اجترأوا عليه وأن بعض الصحابة فى المدينة كتبوا لزملائهم فى البلاد الأخرى أن عودوا فالجهاد هما قد الخليفة.
وقام عثمان يقول للناس: "ألا فقد عبتم على بما أقررتم لابن الخطاب بمثله" وهكذا فالأمر يتعلق بشخص الحاكم وكيف يتحرى الصواب فقد أخطأ عثمان فى تولية أقربائه الولايات وأطلق أيديهم فى بعض الأمور التى عابها عليهم الناس، فأين الإخوان من صاحب رسول الله صلى الله عليهم وسلم ؟ وصهره؟ ! قد قام على المسلمون وثاروا ضده فهل يعتقدون أنهم سوف يكونون منارة أصلح للإسلام من بعض الصحابة، إن الحكم الإسلامى قد انتهى بعد عمر ابن عبدالعزيز وما بقى كان حكم مسلمين وليس حكماً إسلامياً، وحكم المسلمين مرهون بالدساتير التى تحكمهم وبالأساليب التى تثبت ملكهم سواء كانت مع الحق والعدل أم كانت غير ذلك لأهواء شخصية، وهم وما يتوجهون فالحاكم يصلح بصلاح خلق كثير ويشقى بفساده خلق كثير، ولله عاقبة الأمور.
إن من يشرف على منظمة سرية مسلحة يعيش فى قلق دائم لأن السيطرة على الأفراد ألا يقوموا بأعمال عشوائية نتيجة للشحن المتواصل للأفراد مما يجعلهم متوترين يريدون أن يقوموا بأعمال، أى أعمال لوضع تدريبهم موضع الاختبار، وكان ذلك ظاهراً جلياً فى عملية مقتل الخازندا التى قام بها محمود زينهم حيث قام بقتل الرجل لأنه حكم بأحكام قاسية على بعض أفراد الإخوان. وسمع تعليق حسن البنا على ذلك بأن الرجل يستحق القتل لما قام بإصداره من أحكام .. ولما سمع محمود زينهم هذا القول اعتبرها فتوى لإهدار دم الرجل فقام مع زميل له بمراقبته وقتله، ولكن حسن البنا اعتبر ذلك خارجاً على النظام العام للجماع، وقام بمحاسبة المسئولين عنه مدعياً أنه فوجئ بالأمر، أن الأحوال تكاد تخرج عن السيطرة، وتباكت قيادات النظام الخاص على ما فعل زينهم وزميله مدعين أن ذلك خطأ كبير وأن مثل تلك الأعمال ينبغى أن تصدر بها فتوى من هيئة الفتوى الخاصة بالنظام وكانت تلك الهيئة مكونة من اثنين من مشايخ الأزهر التابعين للإخوان.
إن فى رقبتهم الكثير من الدماء التى سالت فى عمليات مماثلة من نسف منشآت، وقتل أفراد بناءً على فتوى الشيخين، والفتاوى أمر خطير فى أزماننا هذه أحالت حياة الناس إلى ما يشبه الجحيم فالقتل بفتوى والخروج على النظام العام يتم بفتوى على النظام العام يتم بفتوى، ومقاومة أولى الأمر كانت بفتوى، ولبس الحجاب وكذلك النقاب كان بفتاوى من كل حدب وصوب، حتى أصبحت أحوال الناس غير مستقرة حيث تدخلت الفتوى بعد ذلك فى كل كبيرة وصغيرة، والله يعلم أن أغلب الفتاوى خطأ وظلم للناس والدين معاً، لأن كل من هب ودب قد تصدى للفتوى وكل من قرأ كتاباً أو تعلم حديثاً قد أفتى بغير ما يعلم، حتى أصبح الإسلام متهماً بالتخلف والرجعية والعنف، وبعض تلك الفتاوى أخذت عن أعلام مثل الشيخ "ابن تيمية" وهو منها براء، وأن كثيراً من المنظمات المتطرفة أخذت الإمام ابن تيمية مرجعهم ومفتيهم فى المسائل الفقهية، حتى إن الإخوان المسلمين أيضاً يعتبرونه كذلك، فإنهم يدرسون كتبه وكتب تلاميذه مثل القيم تدرس داخل الجماعة.
إن ابن تيمية إمام مجتهد ـ فقيه ومحدث ـ غزير العلم قوى الشخصية عنيد فى إصرار على آرائه، ولعل ذلك راجع على أصله الكردى فهو ذو طبيعة خاصة، ولقد نشأ وعاصر فترة من أشد وأحرج أوقات فى تاريخ العالم الإسلامي فترة اجتياح التتار لديار الإسلام فى عصره وما صاحبها من ضعف بعض المسلمين وانقيادهم وانبهارهم بقوة التتار حتى ساروا فى ركابهم وما لأوهم على بنى جلدتهم من المسلمين !
وكان الجهاد فى تلك الظروف هو القيمة الإسلامية العليا، وترتبت على ذلك مواقف وأحكام كثيرة، وإن الباحث ينبغى له أن يتوخى الأسلوب العلمى فى البحث ولا يتتبع الغريب من الأحداث والشاذ من الآراء لإثبات وجهة نظره، فهذا خلط للأمور ومجافأة للحقيقة، وخطأ فى القياس بين الأمور المتشابهة، لقد كثرت فى أزماننا الفرق الإسلامية كما كثرت فى زمن ابن تيمية، وكلها يعمل لإثبات وجهة نظره والآراء التى تثبت وتؤيد فكره وتشمن له السيطرة على الأتباع، وهم فى سبيلهم إلى ذلك قد وقعوا فى عدة أخطاء منها أنهم جعلوا بعض السنن فى مرتبة الواجبات ونزلوا ببعض الواجبات إلى مرتبة السنن، وتجاهلوا بعض التكاليف الأخرى ولم يفكروا فيها أصلاً، قال الإخوان المسلمون أنهم بعثوا فكرة الجهاد مرة أخرى، وقالت فرقة أخرى أنها أصبحت فريضة غائبة، ولم يجدوا وسيلة للجهاد فى أبوابه الثابتة، فأفتوا بخروج المسلمين من دينهم وكفروهم، ثم انقضوا عليهم يستحلون أرواحهم وأعراضهم وأموالهم وبدأوا يشنون عليهم حرباً لا هوادة فيها مدعين أن هذا جهاد فى سبيل الله، ثم يقولون أن ابن تيمية فعل ذلك مع التتار، حيث حاربهم وفيهم من يقول "لا إله إلا الله"، أى خلط للأحداث هذا وأى ظلم لهذا يقع فيه مسلم ويترتب عليه قتل أرواح المسلمين وسلب أموالهم، إن ابن تيمية برئ من ذلك ولو شهد تلك الأحداث لقاتل القائمين بها وقتلهم .. إن شيخ الإسلام لم يقاتل التتار بعد أن أسلم عدد كبير منهم على أنهم كفار.
ولكنه قاتلهم لأنهم بغاة أغاروا على ديار الإسلام، ولم يراعوا حرماتهم وهم شرعاً مثلهم كأية فئة مسلمة أغارت على فئة مسلمة أخرى، ولقد خرجت فئة من قبل على سيدنا على فقاتلهم وقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول سيخرج قوم فى أخر الزمان، أحداث الأسنان سفهاء الأحلام يقولون من خير قول البرية ولا يجاوز إيمانهم حناجرهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، فأينما لقيتموهم فاقتلوهم فإن فى قتلهم أجراً لمن قتلهم يوم القيامة، على ذلك يكون الخروج على المسلمين أو القبض عليهم وقتالهم موجباً لتحقيق تلك الصفات، وأوجب على المسلمين قتال تلك الفئة الباغية حتى تفئ إلى أمر الله، ولا تقول أن المجتمعات الإسلامية فى تلك الحقبة وارتكاب الكبائر وفساد بعض الحكام، كلا فلقد كانت مثل تلك السلبيات موجودة، ولكنها لم توجب تكفير المجتمع، ولا تكفير الحاكم أو الخروج عليه، والصبر على الحاكم الجائر أولى من الخروج عليه، الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر من واجبات الحاكم حسب نص فتوى ابن تيمية، والذى بلبل الفرق الإسلامية الحديثة والتى تنجو منحى الخوارج فى فقه ابن تيمية أنه يكون مجموعة من الشباب من حوله يقومون بعمل الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر فى المجتمع، وكان هؤلاء القوم خير عون له فى حرب التتار الذين يغيرون على دمشق من آن لآخر، تصور لبعض أن يتمثلوا هذه الفئة فى مجتمعاتهم وأعطوا لأنفسهم الكثير من الحقوق على المجتمع وحتى على الحاكم واستعلوا على الناس بعباداتهم وأعطوا لأنفسهم من الحقوق الربانية على الخلق وعلى الأمة ما لم يعطها لهم أحد، وهكذا فعل الإخوان المسلمون وبعض الفرق الإسلامية الحديثة التى يزد الأمر حين يستفحل أمر بعض الأمراء فى الطغيان على تقديم النصح له أو شكايته للوالى، أما الخروج على الحكام أو مزاولة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر دون رأى الحاكم فهذا مر لم يوافق عليه ابن تيمية، ولم يقره، وكذلك باقى الأئمة الأربعة والخروج على الحكام غير موجود إلا فى فقه الخوارج والأزارفة، وخلافهم من الفئات التى خرجت على المجتمع، وهو أيضاً موجود فى فقه الإخوان المسلمين حيث أقر الأستاذ عبدالقادر عودة فى كتابه التشريع الجنائي فى الإسلام الخروج على الحكام بحجة أن ذلك يمنع حدوث فتنة فى الدين، وكذلك قالت الخوارج.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://allegyptians.yoo7.com
 
افظع فضائح الاخوان المسلمين
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات كل المصريين :: الاخبار الحصريه-
انتقل الى: